فوائد الفول السوداني المحمّص ينتمي الفول السوداني إلى عائلة البقول والتي تعتبر من أغنى المصادر الغذائية بالبروتينات في مملكة النباتات، ومن المميز في الفول السوداني أنه يحافظ على قيمته الغذائية دون تغيير سواء كان محمصاً أو مملحاً أو نيئاً أو مهروساً على شكل زبدة الفول السوداني،
ولعلّ أكثر أشكال الفول السوداني انتشاراً واستهلاكاً بين الناس هو الفول السوداني المحمّص، وذلك بسبب اعتباره من المكسّرات التي يمكن تناولها كوجبة خفيفة غير دسمة في أي وقت من الأوقات، بالإضافة إلى الطعم المميز للفول السوداني المحمص والذي يختلف عن حالته النية أو المملحة. يشكل الفول السوداني واحداً من المصادر الغنية بالطاقة، وذلك لاحتوائه على معدلات عالية من الفيتامين بأنواعه المختلفة والمعادن ومضادات الأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية المهمّة.
يساعد الفول السوداني في تقليل معدلات الكولسترول المضرّ في الجسم ورفع معدلات الكولسترول المفيد، كما يشتمل على عدد من الأحماض الدهنية غير المشبعة وأهمها حمض الأوليك،
والذي يقي من الإصابة بالأمراض التاجية. يحتوي الفول السوداني على نسب عالية من البروتين، والذي يشكل عاملاً أساسياً ومهماً في نمو الجسم وتكوين العضلات والأنسجة المختلفة بما يحتويه من أحماض أمينية متنوّعة. يوجد في الفول السوداني مضاد الأكسدة المعروف باسم بولي الفينول بكميات عالية، والذي يساعد في خفض خطر التعرّض لسرطان المعدة وذلك من خلال تقليل إفراز المواد المسرطنة في الجسم،
كما يساعد بولي الفينول بالتعاون مع ريسفيراترول المتواجد في الفول السوداني أيضاً على خفض احتمالية الإصابة بمشاكل القلب والأعصاب والالتهاب الفيروسية، والفطرية، والزهايمر. يساهم فيتامين إي المتواجد في الفول السوداني بتركيزات متناسبة وحاجة الجسم إليه على المحافظة على صحّة البشرة والجلد وما تحتويه من غشاء مخاطيّ، بالإضافة إلى منع تعرّضها للجفاف وظهور الجذور الحرة المضرّة بها. وجدت الدراسات بأنّ الإناث اللواتي يحصلن على كميات مناسبة من الفول السوداني بمعدل مرتين أسبوعياً أقلّ تعرّضاً لزيادة الوزن وتراكم الدهون من النساء اللواتي لا يحصلن على كميات كافية من الفول السوداني، كما أنّه يساعد في التقليل من خطر التعرض لسرطان القولون بنسبة 58% للإناث و27% للذكور.
يعمل المنغنيز المتواجد في الفول السوداني على تسهيل عملية امتصاص الدهون والنشويات في الدم، ممّا يساهم في الحفاظ على معدل السكر في الدم ضمن الطبيعيّ. يحتوي الفول السوداني على التربتوفان والذي يحفّز الجسم على إنتاج مادة السيروتونين بكميات مناسبة من أجل محاربة حالات الاكتئاب والقلق النفسي، كما تساعد الأحماض الأمينيّة في الفول السوداني على تنشيط عمل الأعصاب في الدماغ وتقليل حالات تقلبات المزاج.
أضرار الفول السوداني بالرغم من وجود الكثير من الفوائد للفول السوداني، إلّا أنّه قد يتسبّب بعددٍ من الأضرار، فعلى الرغم من محتواه الجيد من البروتين، والألياف، والفيتامينات، والمعادن، إلّا أنّ هناك بعض المخاوف بشأن احتمال تلوّثه بأحد أنواع المواد السامة التي تنتجها الفطريات كالأفلاتوكسين (بالإنجليزية: Aflatoxin)،[٣][٢] كما لا يمكننا تهميش المخاطر التي قد تحدث على المدى الطويل نتيجة تناول كميّاتٍ كبيرة منه، حيث إنّه يحتوي على كميّةٍ كبيرةٍ من الحمض الدهني أوميغا 6 (بالإنجليزية: Omega 6)
والذي يرتبط بحدوث الالتهابات (بالإنجليزية: Inflammation) ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.[٣][٤] وفي ما يأتي توضيح لذلك: سُمّيّة الأفلاتوكسين ينمو الفول السوداني تحت الأرض، مما يسمح لمستعمرات فطريات الرشاشيات (بالإنجليزية: Aspergillus) بالظهور والنمو، والتي تعتبر مصدراً لمركبات الأفلاتوكسين السامة والمسرطنة (بالإنجليزية: Carcinogenic)، وقد أظهرت الدراسات ارتباط هذه المركبات بالتعرّض لسرطان الكبد، وتوقف النمو عند الأطفال، وحدوث التخلُّف العقلي (بالإنجليزية: Mental retardation).
وتجدر الإشارة إلى أنّ مرور الفول السوداني بالعمليات الي يتم فيها تصنيع زبدته تقضي على 89% من الأفلاتوكسين.[٢][٣] الحساسية يعد الفول السوداني واحداً من بين أكثر الأطعمة الغذائية المسببة للحساسية، وقد تبدأ مجموعة من الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الحساسية بالظهور، كتهيّج الجلد، وصعوبة في التنفس، والغثيان، والقيء، والإسهال،
وقد تزداد وتيرة هذه الأعراض ليبدأ ضغط الدم بالانخفاض، إضافةً لسرعة النبض، وقد يكون هناك فقدان للوعي،
وغيرها من الأعراض الأخرى التي تعتبر شديدةً، ومُهدِّدةً للحياة، والتي تدل على الإصابة بأحد أنواع الحساسية المفرطة التي تعرف بصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، لذا فإنّ على الأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني تجنب تناوله أو تناول أيٍّ من منتجاته.[٢][١] إعاقة امتصاص بعض العناصر الغذائية يحتوي الفول السوداني على عددٍ من المركبّات التي تعمل كمضادّات للتغذية (بالإنجليزية: Antinutrients)، والتي بدورها تقلل من امتصاص بعض العناصر الغذائية وتقلل من قيمتها الغذائية،
ويعد حمض الفيتيك (بالإنجليزية: Phytic acid) الذي يُضعِف من امتصاص الحديد والزنك في الجهاز الهضمي، أحد أكثر هذه المركبات وفرةً في الفول السوداني، علماً بأنّ استهلاكه بشكلٍ كبير قد يُسهم في حدوث نقصٍ في هذه المعادن مع مرور الوقت، ويذكر بأنّ نسبته تتراوح ما بين 0.2 – 4.5٪ في الفول السوداني، وتظهر هذه المشكلة جليّاً عند من يعتمد بشكلٍ كبير على الحبوب أو البقوليات كمصدرٍ غذائي رئيس، خاصة في الدول النامية، بسبب تواجد حمض الفيتيك في هذه الأنواع بشكلٍ طبيعي.[٢]